كرَّم وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز في مكتبه عالم الرياضيات الأردني الدكتور ميخائيل حتر ، الذي يعيش منذ أكثر من 60 عاما في أمريكا ويحمل في وجدانه هويته العربية والأردنية ، مجسداً حضور حبه لوطنه في مؤلفاته علاقاتٍ و مسائل رياضية و يزينها بصور و رسومات تحكي قصة هذا الحب.
و سلم الدكتور الرزاز خلال اللقاء الدكتور حتر درع الوزارة تقديرا لإبداعاته وإنجازاته المتميزة.
وأكد الدكتور الرزاز اعتزاز الأردن بأبنائه المبدعين ، مشيرا إلى أن الدكتور حتر يمثل قصة نجاح أردنية ، تستحق التكريم والاهتمام ، بما قدمه من إسهام علمي عالمي يحمل الهوية العربية و الاردنية .
و بين الدكتور الرزاز حرص الوزارة الاستفادة من إنجازات الدكتور حتر في تعليم أساليب تدريس الرياضيات الممتعة ، من خلال لقاءات ستتاح للقائمين على المناهج والتدريب والإشراف في الوزارة ، مشيرا إلى أن ما يقدمه الدكتور حتر من معارف ينسجم وخطط الوزارة الرامية إلى تبسيط المفاهيم و تقديم المعرفة بأساليب مشوقة وممتعة للطلبة ، خاصة في المباحث العلمية.
و خلال اللقاء عرض الدكتور حتر جانبا من مسيرته في الغربة ، مؤكدا تعلقه بالأردن رغم كل ما حققه من إنجازات علمية فتحت له أبواب العيش الكريم ، حيث تم اختياره معلم العام لجنوب ولاية كاليفورنيا ومعلم العام للعديد من المدارس لعدد من الأعوام فيها .
كما تم اختياره ممثلاً للولايات المتحدة الأميركية في لقاءات تبادل الخبرات في مجال الرياضيات مع روسيا و مصر ، و مسيرته الطويلة في العمل محاضرا لمعلمي وأساتذة الرياضيات في جميع أنحاء العالم حول تعليم الرياضيات ، بأساليب مسلية وممتعة .
وبين أن مسيرته العلمية تكللت بتأليف العديد من الكتب في الرياضيات الممتعة منها ثلاثة مطبوعة لتعليم المراحل المدرسية والمرحلة الجامعية الأولى ، وثلاثة تحت الطباعة ، إضافة إلى نشره العديد من المقالات في الرياضيات في مجلات عالمية.
وبين أن جهوده التي تظهر تعلقه بوطنه لم تقتصر على إنجازاته العلمية فقد حرص على تمسكه بهويته العربية من خلال ترؤسه منظمة الطلبة العرب في ولاية كاليفورنيا ،وتشجيعه المغتربين باستمرار للارتباط بوطنهم ، مؤكدا مشاركته في العديد من الفعاليات دفاعا عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، إضافة إلى تأسيسه العديد من الجمعيات في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبين أن مؤلفاته في الرياضيات شملت إدخال بعض القضايا والعلوم التي تجعل الرياضيات سهلة و ممتعة وتحبب الطلبة في دراستها و تعلمها ، مؤكدا أن أهم عنصر في جذب الطالب لدراسة الرياضات يكون بإقناعه بأنها ليست صعبة ، مع شيء من التركيز والمثابرة.
كما حرص الدكتور حتر على إدخال مسائل و علاقات رياضية في كتبه التي ألفها ، تعبر بوضوح عن هويتها العربية والأردنية ، و تجميل أغلفتها بصور لمواقع عربية و أردنية ، مثال ذلك ؛ فقد بنى مسألة رياضية تعتمد ترتيب الأحرف تكون نتيجة حلها كلمة رمضان ، وأخرى حلها كلمة كريم ، إضافة إلى تزيين ذات الصفحة ب " بسم الله الرحمن الرحيم " و صورة قبة الصخرة.
وأكد الدكتور حتر أن ارتباطه بوطنه الأردن لم ينقطع طيلة سنوات حياته فقد كان دائم الشوق له ،انطلاقا من إيمانه بأن " لا مكان كالوطن ، ولا وطن كالأردن ".
وأعرب الدكتور حتر عن استعداده لتقديم خبراته و امكاناته في مجال الرياضيات و تعليمها لمؤسساتنا التربوية والتعليمية ، خدمة لوطنه الأردن ، الذي أحب.
يذكر أن الدكتور حتر تخرج من مدرسة السلط الثانوية للبين عام 1953 ، ليكمل دراسته الجامعية في الولايات المتحدة ، ويعمل معلما في مدارسها و استاذا في جامعاتها في مسيرة استمرت لخمس وخمسين عاما من التميز.
الإعلام التربوي