عمان 16 تشرين الأول (بترا)– رعى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، في مركز الحسين الثقافي، مساء أمس الاثنين، احتفال أكاديمية المكفوفين بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء. وجاء الاحتفال للتوعية بأهمية العصا البيضاء لذوي الإعاقة البصرية باعتبارها عنوان الاستقلالية والأمان للمكفوفين، وتعمل على تسهيل انتقالهم واندماجهم في المجتمع وتعزيز الثقة بالنفس لدى المكفوفين واعتمادهم على أنفسهم.
وقال مدير الأكاديمية عبد المنعم الدويري، في كلمة له في الاحتفال الذي حضره وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، إن الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون من الطاقات والإمكانيات النفسية والمهارات، ما يمكنهم من إثبات قدرتهم على التحدي والإنجاز في كل مرة تتاح لهم الفرص الممكنة.
وأكد أن الأكاديمية تسعى جاهدة لتحقيق رؤى وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني في الاهتمام بهذه الفئة وتوفير الفرص التعليمية الملائمة لهم ودمجهم في المجتمع وجعلهم أفرادا ناجحين ومنتجين في مجالات العلوم والآداب والفن. وأشار الدويري إلى أهمية دور العاملين مع ذوي الإعاقة البصرية وجميع أفراد المجتمع المحلي في دعم هذه الفئة ومساعدتها في تحقيق النجاح عبر تقديم كل ما يلزم من دعم ومساعدة لها وتمكينها من استغلال طاقاتها الإبداعية ومواهبها. وأنشئت أكاديمية المكفوفين، بمبادرة ملكية سامية عام 2011، حيث جاءت كبديل عن مدرسة عبدالله بن أم مكتوم، وتقدم خدماتها التربوية والتعليمية لما يزيد عن 300 طالب وطالبة من ضعاف وفاقدي البصر من مختلف مناطق المملكة.
وتستخدم الأكاديمية أحدث وسائل التكنولوجيا في التعليم، وتوفير البيئة التربوية والتعليمية المناسبة لفئة ذوي الإعاقة البصرية من كلا الجنسين من الصف الأول الإبتدائي حتى التوجيهي، كما تقوم الأكاديمية بطباعة مناهج وزارة التربية والتعليم بطريقة بريل لجميع الطلبة في المملكة. وقام الديوان الملكي الهاشمي أخيرا بتجهيز المرسم التابع للأكاديمية بجميع المستلزمات التي تساعد الطلبة على تحفيز قدراتهم ومواهبهم في الرسم.
وعلى هامش الاحتفال، افتتح العيسوي معرض "عبق اللون" الذي اشتمل على رسومات طلبة الأكاديمية من ذوي الإعاقة البصرية بإشراف الفنان التشكيلي سهيل بقاعين، ويعكس قدرات الطلبة وإبداعاتهم. وبحسب الفنان بقاعين فإن الكفيف بحاجة إلى من يفكر معه وليس لمن يفكر عنه، وهو شخص قادر على تحويل الإعاقة البصرية إلى طاقة، والظلام إلى نور ممزوج بالألوان.
واستعرض الدكتور رامي المرايطة قصة نجاحه، التي بدأت في الأكاديمية عندما كان طالبا فيها ليعود إليها مدرسا، بعد استكمال دراسته الجامعية ودراساته العليا.
وأكد أهمية الإصرار والعزيمة لمواجهة التحديات مهما كانت، معتبرا أن الأكاديمية مكنته من امتلاك هذه الصفات والتسلح بها لتحقيق طموحاته وأحلامه. وعرض، خلال الحفل، لفيلم بعنوان "أسيل" للمخرج وائل اللدواي، تم من خلاله تسليط الضوء على قصة نجاح فريدة لطالبة الأكاديمية أسيل، والتي جسدت قدراتها الإبداعية في الرسم رغم إعاقتها البصرية الحادة.
وقدم عدد من طلبة الأكاديمية كورالا غنائيا من إعداد معلمة الموسيقى سلام طوالبة. وفي نهاية الحفل، سلم العيسوي الدروع التكريمية إلى مدير الأكاديمية عبد المنعم الدويري، والفنان التشكيلي سهيل بقاعين، والمخرج وائل اللداوي. يشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء، خصصته الأمم المتحدة في الخامس عشر من تشرين الأول من كل عام، للتوعية بقضايا المكفوفين وتعزيز المعرفة بحقوقهم واحتياجاتهم في سائر أنحاء العالم.
وتسعى الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة إلى إلقاء الضوء على قدرات وحاجات الأشخاص المكفوفين، والصعاب والتحديات التي تواجههم في حياتهم من أجل تحفيز المجتمعات والأفراد على العمل لتذليلها والتغلب عليها. --(بترا) م خ/ف ج
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390