إخواني المعلّمينَ، أخواتي المعلماتِ، أبنائي وبناتي الطلبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد
جميلٌ أن يكون للغة العربيّة يومٌ يتوقّف فيه أهلها والمهتمّون بها عند مشكلاتها وهمومها ووسائل النهوض بها، غير أنّني آملُ ألا يكون هذا اليومُ وحيدًا في السنة؛ فاللغةُ العربيّة تَستأهلُ من أبنائها أن يهتمّوا بها في كلّ زمان ومكان، وأن يُنزلوها المكانةَ التي تستحقّ.
أيّها المعلّمون والمعلماتُ، بناةَ الأجيال
أيّها الطلبةُ، شمعةَ الحاضر وأملَ المستقبل
إنّ مسألة الاهتمام باللغة العربيّة تُعدّ مسألة مركزيّة، وهي من القضايا الكبرى التي يجب علينا التنبّه إليها، فنحن حينما نتحدّث عن اللغة العربيّة، فإنّنا نتحدّث عن موضوع يتعلّق بعقيدتنا وحضارتنا وأخلاقنا، ما يجعلني أقول جازمًا إنّ التفريط باللغة قصورٌ خطير، لا يمحوه أسفٌ، ولا يسعه اعتذار، ولا يحتمله استغفار؛ فالعربيّة ركنٌ رئيس في بناء الشخصيّة العربيّة والأسلاميّة، وذلك أمر بَدَهيّ لا يحتاج إلى دليل، والتوصّل إلى بَداهة هذا المفهوم لا يحتاج إلى تفكير؛ فهي لغةُ القرآن الكريم الذي نعزّ به، وبه تعلو هاماتُنا في الدنيا والآخرة، وهي لغة نبيّنا، نبيّ الرّحمة، محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهي لغة التراث الشعريّ العربيّ الأصيل، وهي بالمفهوم الآخر لغةُ العرب الوطنيّة، التي ما تزال حيّة متواصلة منذ مئات القرون، وستظلّ كذلك إلى أن تقوم الساعة، مصداقًا لقوله تعالى :
{إنّا نَحْنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ وَإنّا لَهُ لَحافِظون}.
إخواني المعلّمينَ والمعلماتِ، أبنائي وبناتي الطلبة
إن احترام لغتنا العربيّةِ يدلّ على احترامنا حضارَتَنا وتراثنا، كما يدلّ على تمسّكنا بهُويّتنا الوطنيّة. وإنّني في هذا السياق إذ أؤكّد ضرورة الارتقاء باللغة العربيّة على الصَّعُد جميعها، ومنها النظام التعليمي، لأطلب إلى إخواني وأخواتي معلّمي اللغة العربيّة ومعلّماتها أن يدرّسوا أبناءهم اللغة العربيّة بطريقة شائقة ومحبّبة وسلسة، تمكّن النشء من فهم لغتهم الأُمّ، وحبّها، والاعتزاز بها بوصفها لغة معاصرة ومرنة، كما إنني أُؤمّل في معلّمي ومعلّمات المباحث الأخرى أن يستخدموا اللغة العربيّة السليمة في العمليّة التعليمية التعلّمية. فضلاً عن أملي الكبير في أن تؤدّيَ الأسرةُ ومؤسسات المجتمع المحلي دورَها في تعزيز مكانة هذه اللغة، التي قيل في مدحها الكثيرُ، ومن ذلك قول الشاعر حليم دمّوس:
لَوْ لَمْ تَكُنْ أُمُّ اللُّغاتِ هيَ الْمُنى
لَكَسَرْتُ أقلامي وَعِفْتُ مِدادي
لُغَةٌ إذا وَقَعَتْ عَلي أَسْماعِنـا
كانَتْ لَنـا بَرْدًا عَلَى الأكْبـادِ
سَتَظَلُّ رابِطَـةً تُؤلِّفُ بَيْنَنـا
فَهِيَ الرَّجـاءُ لِناطِقٍ بِالضّـادِ
فلنعملْ معًا على الاهتمام باللغة العربيّة، ولنسهمْ في نهضتها والمحافظة عليها.
وزير التربية والتعليم
أ.د. تيسير النعيمي
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390