تقع مدينة الكرك على هضبة مثلثة ترتفع 900 م عن مستوى البحر، ويحيط بها أسوار اثرية تشكل المدينة القديمة، و تشكل قلعتها القمة الجنوبية الطبقية لهذه المدينة، وقد بناها الصليبيون بعد ان سيطروا على هذه المدينة في القرن الثاني عشر للميلاد. يبلغ طول هذه القلعة 220 م وعرضها 125 م من الجهة الشمالية و (40) م من الجهة الجنوبية حيث تطل على واد ضيق زادته قناة المياه عمقاً. وجعلته اكثر ارتفاعاً، وقد شهدت هذه المدينة وقلعتها الحصينة احداثاً تاريخية هامة وتحولات حضارية وملوكاً وممالك وأمماً سادت وظلت هذه المدينة محافظة على عراقتها و هي مدينة اردنية متميزة، اذ تمتاز بوجود عدد من المباني العثمانية التي تم ترميمها والتي بنيت بدقة من حجر جيري أملس، في حين أن القلعة التي نراها الآن شهدت تقلبات ومعارك عسكرية فاصلة.
حين تعرض القائد الصليبي (رينالد) لقافله كبيره عام 1177م كان رد صلاح الدين الأيوبي سريعا وقاسيا. فقرر صلاح الدين مهاجمه حصون الصليبيين وألتقى الجمعان في سهل طبريه قرب حطينفي معركة إنتصرت فيها القوات الاسلاميه نصرا قويا مهد لتحرير القدس فيما بعد وقد كان صلاح الدين كالعاده متسامحا فقد أطلق سراح الأسرى الا واحد هو (رينالد) الذي حرص على اعدامه بنفسه. تحقق هذا النصر الساحق بعد حصار إمتد أكثر من ثمانية أشهر و هكذا عادت الكرك ثانية لايدي الدولة الإسلامية واصبحت مركزاً إدارياً لمقاطعة تضم مناطق واسعة في الأردن بل غدت عاصمة دولة المماليك وشهدت الصراع على السلطة بين أولئك السلاطين الأمر الذي عرضها وخاصة قلعتها لقصف المدفعية التي كانت تستخدم البارود. فقد احتدم الصراع بين السلطان الناصر احمد مع اخيه وخليفته السلطان صالح اسماعيل حيث استطاع الأمير أن يسيطر على القلعة ثانية.
في عهد السلاطين الايوبين والمماليك تم بناء تحصينات وابراج وبوابات للمدينة والقلعة على حد سواء وأما في العصر الحديث فقد استولت الإدارة التركية التي كانت تسيطر على بلاد الشام على الكرك وقلعتها وحولت بلاط المماليك داخل القلعة الى سجن وظلت كذلك الى أن سددّت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي على الأتراك ضربة قاضية للحكم التركي الذي سقط نهائياً عام 1918م.
كيف تقيم محتوى الصفحة؟
آخر تعديل
يدعم إنترنت إكسبلورر 10+, جوجل كروم, فايرفوكس, سفاري
من الأفضل مشاهدة هذا الموقع من خلال شاشة 768 × 1366
البرنامج المطلوب للتصفح: Adobe Reader
عدد زوار الموقع: 97390